Saturday, March 29, 2008

أرض المتعة

في مدينة صغيرة عند الجزء الجنوبي الشرقي من السودان ليس بعيدا جدا عن الحدود السودانية الاثيوبية ولد امي و ابي و هما ابنا عمومة و بحكم ما يحدث في مثل هذه الحالات الاجتماعية فقط خطب هذا الشاب اليافع ابنة عمه و يكونا من بعد اسرة رائعة اكون انا احد اركانها. لا اكتب بالطبع لاحكي لكم قصة حياتي المملة انما اود ان اشارككم احساسي تجاه هذه المدينة الفريدة تسمي هذه المدينة الروصيرص . و يجئ هذا الاسم من الحجارة المتراصة عند ساحلها البحري الخلاب و التي تسمي ( الرصرص) ويأتي اسم المدينة تصغيرا له .و المدينة تتكون من جزئين يفصل بينهما خزان مائي كبير. يسمي الجزء الاخر من المدينة الدمازين ويعتقد ان الاسم هو تحوير لكلمتي ( ادا ) بشديد الدال و (امازين) و هو ما يترجم باحدي اللغات المحلية ب ( ارض المتعة) و صدق من اعطاها هذا الاسم فهي فعلا ارضا للمتعة .سحر هذه المدينة يغوي فيك الرغبة باكتشافها,كما الحبيبة الفاتنة التي تأثر فيك الفكر و النظر, تعيد الي روحك همسها الذي ضيعته المدينة بارهاقها و ضوضائها الدائمة,تأتي اليها مرة فتقع في غرامها فيستعصي عليك الرحيل. من اهم الاشياء التي تحسها و انت علي مشارف المدينة ان سطحها غير مستوي البتة ,تارة يطلع بك في علو جميل وينزل بك الي انخفاض رائع. احيانا تسير في الشارع ترفع رأسك لتجد ان مستوي نظرك يكشف منزلا بحاله. تري النسوة امام مواقد الطبخ و حولهن الاطفال يتلاعبون
....
ثمة امرأة تكنس الحوش بمكنسة نطلق عليها اسم (مقشاشة) ربما لانها تصنع من القش و بناء عليه نطلق علي فعل الكنس (قش او قشقيش) بتسكين الشين الاولي.و هذه بنت الجيران تغسل بعض الملابس في حوض غسيل او ما يعرف بالطشت و تحاول بقامتها القصيرة ان تعلق الهدوم علي حبل الغسيل.
دائما و علي مدار اليوم تجد نساء كبيرات السن يتحلقن حول الموقد او ما نسميه الكانون يقلين البن علي مهل في مقلاية تصنع من حديد خاص و متين بينما احداهن تعد من طقوس القهوة و اوانيها او ما نسميه ب ( عدة القهوة).الشرقرق الاناء الذي يغلي فيه الماء و البن الذي يضاف اليه لاحقا اطنان من البهارات مثل القرفة و القرنفل و الزنجبيل و بعد التأكد من الغليان التام للقهوة علي نار هادية تصب في اناء خاص يسمي (الجبنة) و تدار بعد ذلك فناجين القهوة و توزع علي النساء.عادة ما يعاد صنع القهوة مرة او اثنتين,المرة الاولي تسمي ( القهوة البكر) و عادة ما تكون ثقيلة جدا و لا يقوي عليها سوي هولاء العواجيز اما الدور الثاني و الذي يكون خفيفا بعض الشئ يسمي ب ( التني) بكسر التاء و هو عادة ما يقدم للفتيات الاصغر سنا.طقس القهوة هذا مستمر طوال اليوم...طوال الشهر...طوال العام...يكاد يكون حدثا في دوامه مثل الاكل او الصلاة. عادة ما كانت تأتي زياراتي للمدينة في فصل الخريف اذ انه الفصل الذي يحصل فيه جميع افراد الاسرة علي اجازتهم السنوية.
كنت احب في تلك المدينة خريفها الماطر بغزارة. اذكر في احدي الايام انني استيقظت في الصباح الباكر علي رزاز المطر و قبل ان اتمكن من الخروج من المبني الذي نمت فيه ليلتي كان المطر بدأ في الانهمار مما تعذر معه خروجي خاصة و ان مباني تلك المدينة الفريدة في طرازها تجعل عليك من الصعب تقدير حجم المطر خارجها و لن تصدقوا ان انهمار المطر استمر لمدة ثماني ساعات متواصلة بلا انقطاع. مباني المدينة تتكون من تلك الغرف الدائرية التي تصنع من الطين و تغطي سقوفها بنوع خاص من القش و الخوص و يسميها السودانيين ( الراكوبة او القطية). اه كم كنت احب تلك القطاطي او الرواكيب بدفئها عند الشتاء القارس و برودتها الشهية عند ايام الصيف اللاذع. لا ادري ماهو السر في هذه التواؤم البيئي الغريب مع الطقس. عند طرف البحر تقف اشجار اللبخ الكبيرة عملاقة و عتية و ليس بعيدا عنها ساحلا رملي تحده و يفصل بينه و بين البحر مساحة من حجارة ملونة جميلة جدا متراصة كأنها لوحة اعدها فنان باحساس عالي و جميل
.
كان جمع هذه الاحجار الملونة من اجل اهدائها الي اصدقائي في المدنية هو شغلي الدائم. كثيرا ما كانت تتزمر امي عندا املأ شنطة ملابسي بها و انا كنت اتجاهل تزمرها و انا افكر بالفرحة التي سأراها في عيون صديقاتي اللائي اعود محملة اليهن بهذه الاحجار و هدايا اخري من منتجات هذه المدينة الكريمة
.
كان دائما هم الحصول علي كميات من فاكهة المانجو الطازجة او كما نسميها( المنقة) كان دائما هدفا اساسيا و شغلي الشاغل عند اقتراب يوم العودة
.
اهل هذه المدينة بسطاء في علاقتهم بالروحانيات. تجد الجميع يسير في الشارع و هو معلق حول رقبته حجاب يعتقدون انه يمنع عنهم السحر و الحسد او يحمله بعضهم ليكون لهم حصنا من هجمات محتملة لثعبان او عقرب. هذا ما كنت اكرهه في تلك المدينة و يرعبني كثيرا ان اعلم ان حياتها البرية اكثر رحابة من المدينة عندما يحين يوم العودة اتطلع الي الشوارع بشغف و حنين كأنني اود ان احتويها داخل اضلعي.اخزن منها ذكري انتشي بها و استجير بها من ضوضاء المدينة و صخبها. اه كم احب هذه المدينة و اعلم انني ربما ادفع عمري كله لاقضي فيها مرة اخري ليلة من الحنان و الحنين !!!!

Thursday, March 27, 2008

الثامن و العشرين من مارس !!!

كان الثامن و العشرين من مارس يوما مميزا في حياتي

......

يوما قرر الله و قررت امي ان يكون اليوم الذي اخرج فيه الي هذه الحياة

احبه هذا العام لانه مميزا ....لانني احتفل به بين مجموعة من الاصدقاء و الصديقات اعتبرهم الاخوة الذين لم تلدهم امي

سعيدة انا بوجودي معكم و سعيدة بوجودكم من حولي

عيد ميلاد سعيد لنا جميعا

احبكم !!!

Saturday, March 22, 2008

ليلة المولد يا سر الليالي

مدحة بصوت المادح السوداني الجيلي الصافي بمناسبة مولد حبيبي المصطفي ازجي اليكم اجمل التهاني و آلاف التبريكات
امدنا الله بنوره و اتحفنا من لطائف محبته
وغفر الله لي و لكم اجمعين
و الصلاة و السلام علي الحبيب المصطفي الي يوم الدين
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وسناء
الروح والملأ الملائك حوله
للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
والمنتهى والسدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل
واللوح والقلم البديع رواء
يا خير من جاء الوجود تحية
من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بك بشر الله السماء فزينت
وتوضعت مسكا بك الغبراء
يوم يتيه على الزمان صباحه
ومساؤه بمحمد وضاء

Friday, March 14, 2008

كان ها هنا وردة !!!

لا اود ان اظل احكيك كحكايات الجدات
ابدا لا تنتهي و لا تعرف لها من ابتداء
اريد ان احكيك حكاية بدأت في القلب اتكاءة زاهي لونها
و انتهت طعنة نجلاء احمرها قاني
اريد ان ابكيك كما يبكي الجميع لحظات انكسارهم
يحملون دموع حزنهم ليحولوها الي رذاذ افراح قادمة
لا اريد ان اظل في حالة بين الوسطين
لا حزنا اطلت الوقوف عنده و لا الي حيث فرحي انتهيت
لا اريد لحكايتنا ان تكون سرمدا
بلا حدود او نهايات
لا اود لحكايتنا ان تكون مثل الاساطير القديمة
ابدا لا تزول
لا اود لها ان تترك في قلبي جرحا ما
آلاما عظمي تغبش حولي الرؤية
لا اريد لزهوري القادمة ان تدميها اشواك بقاياك
و لا ارغب ان تحمل رياحك الهوجاء نسائمي العطرة
لا اود لحكايتنا ان تكون قصيدة التفاصيل المؤلمة
و لا اقبل لنفسي ان اتنكر للحظاتها الجميلة
كل مافي الامر انها لم تعد صالحة للاستعمال
و علينا ان نعمل علي تخزينها في مكان آمن
اريدها حكاية و كفي
بلا عناوين او اسماء
اريد فقط ان اجلس في الليالي المقمرة
ارشف فنجانا من الشاي الساخن
اشير الي قلبي بأصبعي
و اقول بلا غضب
كان ها هنا وردة !!!

Monday, March 10, 2008

يا صديق مالك مشغول بالك

نانسي عجاج صوت سوداني ساحر,مطربة ذات موهبة و قدرة علي التحليق بي الكلمة في سماء اللحن. احب دائما الاستماع لاغانيها و احببت ان اشرككم فيها .اتمني ان تنال اعجابكم

************************************************************************************

يا صديق مالك مشغول بالك

قالو لي الحب غير حالك

*************

يا صديق الحب فرحة و احلام

و ليالي لقاء و ليالي سلام

لكن شايفك عايش في ظلام

و عيونك فيها كلام و كلام

*************

يا صديق الحب عالم مسحور

مغمور بعطور و لطافة و نور

عشاق عاشين في سلام و حبور

و الكل آثر و الكل مأثور

**************

يا صديق الحب زي الاطفال

فرحة و بهجة و حنان و جمال

ينبوع الحب دائما سلسال

مادام في قلوبنا تعيش آمال

Thursday, March 6, 2008

قارئة الطالع (4) و الاخيرة

سماء هذه الليلة مقمرة ,بديعة في ضوئها كادت ان تجعلني انسي اهمية النوم المبكر استعدادا ليومي الاخير.ذهني مشغول بفكرة التجوال غدا في اسواق المدينة و شراء هدايا العودة و ترقبي لزيارة دكتورة سارا التي وعدتني بها غدا في المساء. هناك نوع من الاشخاص لهم طلات و حضور باهي , تلتقيهم مرة واحدة او مرتين الا انك تحس انك تعرفهم منذ زمن بعيد,لا ادري ماهو الشئ الخاص الخفي الذي جذبني لهذه السارا ,كل ما أعرفه انه تكون بيننا رباطا سريا متين
و انا مندسة داخل فراشي استدعي النعاس رن جرس هاتفي,اسمع صوت احدي الزميلات علي الهاتف تسألني ان كنت اود ان اشاركهم غدا في حفل سيذهبون اليه سويا. اجبتها بأنني لا استطيع لانني انتظر زيارة دكتورة سارا,اجابتني ببساطتها المعهودة في القاء الكلام لا ادري كيف تتعاملين مع دكتورة سارا هذه؟ و اضافت بنبرة مستاءة قليلا ... بعيدا عن غطرستها و تعاملها الاستعلائي مع الجميع فهي مثلية تشتهي النساء....مثل هذه النوع من الاشخاص اجد صعوبة في التعامل معه ,يا سبحان الله دي حتقابل ربها يوم القيامة كيف؟؟؟
انتزعني كلامها من هدوء كامل و استرخاء, احالني الي حالة من الانتباه الذهني المتعب,حاولت ان اختصر مكالمتها بأنني ساحاول ان آتي معهم ان استطعت.
اقلقت عباراتها عن دكتورة سارا نومي و القت به بعيدا,لماذا كلما هربت من ذكرياتي البعيدة تأتي رباطات سرية متينة لتعيدها مرة اخري الي المشهد, و لما دائما يطاردني انجذابي الي نار الاشخاص الذين يهددون خزائن قلبي الكبريتية اشتعالا, تلك الخزائن التي اطفأتها بمياه النسيان منذ امد. هل انا مرة اخري انزلق الي هوة من الاحاسيس حسبت اني بمراكمة النسيان والخداع المؤقت قد ردمتها الي الابد؟و ماذا تفيدني الان الاجابة علي مثل هذه الاسئلة التي تزيد من رغباتي وضوحا و شبق.فقط استريح لو اعرف لما الآن و هنا بالتحديد!!!
محاولات فاشلة لنوم ابدا لن يجئ و احلام مرهقة لنساء عشقتهن في زوايا مغلقة من الذاكرة .انقضي ليلي المنهك ليأتي صباحا اكثر قلقا و ارهاقا !!!
اتجول في شوارع المدينة,تجذبني المحال التجارية بروعة معروضاتها و طريقة اصطفاف مبيعاتها التي لا تترك لك خيارا سوي الاعجاب بمهارات القائمين عليها.احاول ان اتغلب علي ذاكرتي المهترئة بقصاصة ورقية كتبت فيها كل ما احتاج شرائه ليومي هذا.انظر الي ساعتي للتأكد ان هناك متسع من الوقت قبل موعدنا.
فكرة انني عابرة في المدينة تهز سكوني و تنسف محاولات التعود عليها و علي شوارعها.احسد اهلها الذين تسير حياتهم برتابة و لا تقلقهم افكار الرحيل و الغربة.
آه كم اكره الشوارع التي تقودك قسرا لمعانقة الحنين سهوا و دون اعتبار لنتائج السقوط في مثل هذه الفخاخ الوجدانية.تثقل روحي نوارس الوحدة التي لا تطير الا باتجاه القلب ,تفتت من عصب تماسكي ,تحولني الي كائن بلا اجوبة او دفاعات.
اخافها تلك الوجوه المطمئنة بهيامها و اخشاها تلك العيون التي تساءلك عنوة عن معني وجودك و تجادلك في احتمالات الهرب.ثمة رنين لابرة تحاول ان تخيطني بقاءا في ذكريات حاولت انا انساها عن عمد, من انا؟ و ماذا اريد؟ و كيف لي ان اعيش في حياة تأبي الا ان تشطرني نصفين, كلما اخفيت احدهما يذكرني الاخر بنفسه احتجاجا علي التجاهل والهرب.
هل هو ذلك الكتاب المخيف و قارئة طالعه من القي بي في هوة المواجهة و التصادم؟ هل هي رائحة زيته المختلطة بالقرفة من تعيدني قهرا الي ممالك النساء و الاشتياق؟هل هي ابتسامة سارا الهادئة دوما من تزلزل وقارا اجتهدت سنينا في بنائه علي حساب فطرة الفرح و الاشتهاءات؟ اسئلة تزاحم بعضها و لا اجابات سوي قلق يعيدني الي نفس القلق.
هاهو عقلي المشتت تداهمه ارتياحات مفاجئة و احاسيس الانتصار و الهدوء.بقدر ما تثيرني غيرة غير مفهومة من سارا لا استطيع وصولها لانها من ورق ,بقدر ما تريحني فكرة الحصول علي سارا اخري من وجود و عصب .تغازل روحي التي اعياها الجفاف و تدفعني دفعا لاعلق وقاري علي شماعة الزمن واتناساه. اسافر وجدا الي عوالم اغلقت ابوابها منذ سنين.
توقفي يا روحي العجلة عن القفز الي افتراضات سابقة لآوانها و كفي عن تأويل الاتصالات التلفونية والايحاءات و ترجمتها الي احتفال و سرير.
توقفت عند محل لبيع العطور النسائية, توجهت الي البائع اسأله عن ذلك العطر الجميل اشار الي احدي الفترينات الزجاجية, توجهت اليها ,ابتعت لي زجاجة كبيرة الحجم و خرجت.ثمة شئ ما يدفعني ان اتعطر بعطرها الخرافي الذي لا يفوق جماله سوي روعة صوتها العميق.
رجعت الي المنزل قبل وقت كافي عن موعدنا.اعددت ابريقين من الشاي و القهوة, تنبهت اني لا اعرف ما هو شرابها المفضل.تركت تحديد ذلك اليها لاحقا و عزمت علي الا اترك تحديد اتجاهات لقائنا الي قلب مجنون و مجهد. حزم عقلي امر تكبيل هذه الاحاسيس المتفلتة و قررت مرة اخري خيار الصمود و التجاهل ازاء احاسيس لن تقودني سوي الي وجع آخر.
دق جرس الباب .تمنيت سرا الا تأتي الا ان قلبي و رغبتها في المجئ تآمرا علي بشدة.فتحت الباب و انا استقبل قدومها بمجهودات كبري في التماسك و بادلتني هي العناق بحرارة فائقة.
دخلت و هي تعتذر عن ازعاجي فهي تعرف ان هذا يومنا الاخير في المدينة و الجميع مشغولون بالتجوال و التبضع,اجبتها بأن لا تقلق فقد قمت بهذه المهة منذ بداية اليوم.سألتها و انا اتجه الي المطبخ ان كانت تريد شئيا, استوقفتني ممسكة بيدي قبل ان أذهب و قالت لي بصوت هادئ و عميق اشكرك....لا أريد شئيا...أريدك انتي!!!
تبا للتلاعبات اللفظية التي تطابقها مع الورق و تبا لتلك الصديقة التي اشارت علي بشراء قارئة الطالع .غضب لا اعرف اين اوجهه يختلط بخوف مشروع و امل.
احست هي ان رفضها بدا غير مهذبا و لائق فقالت بسرعة اذا كان لابد من شئ بسأكتفي بكوب من الشاي.اتجهت الي المطبخ دون ان اقول شيئا,سمعتها و هي تضيف افضله بالقرفة لو سمحتي فهي مريحة للاعصاب و الجسد.
عدت و انا احمل صينية عليها كوبين من الشاي و قلب مبعثر.اراقبها ترشف من كوبها الشاي الساخن و انا ارتشف كوبا من الصمت المطبق.ابتدرت الحديث بسعادتها عن مقابلتي و بنجاح الورشة والاقبال الكبير عليها من قبل شخصيات تعتز بمعرفتها .احاول ان اجمع ذهني المشتت لاتابع معها الحوار و فجأة تذكرت انها وعدت ان تحضرلي كتابا, سألتها و انا احاول ان اركز في حوارنا
اها كويس انك ذكرتيني, كدت ان انسي , اجابتني و هي تخرج الكتاب من حقيبتها,شعرت بشئ حاد يخترق ضلوعي و يمزقها و انا اراها تخرج نسخة من قارئة الطالع.تسمرت امامها وانا اسمعها تقول انه كتاب ذو ذكريات خاصة بالنسبة لي ,كاتبته صديقة عزيزة ,التقيتها في احدي ورش العمل بأمريكا اللاتينية.لا ادري هل هو ذهول المفاجئة ام جنون اللحظة من دفعني ان اسألها بهدوء يخفي غيرة غاضبة ان كانت صديقتها قد استمتعت بأصابعها و هي تمر في جسدها علي مهل و باتقان بزيتها المخلوط بالقرفة !!!
ابتسمت بهدوء كأنها قارئة طالع تعرف ما يدور برأسي !!! و قالت بصوتها الذي لم يغير سؤالي المجنون من هدوئه المعتاد....تعرفين اذن؟ سألتني و هو تضع الكتاب بهدوء علي الطاولة و اجبتها انا بالايجاب دون ان احاول ان اخفي دمعة هاربة لا اعرف سببها ,امسكت راحة يديها بكلتا يدي, قبلتها بعمق اثار في كلانا بعض الهواجس و الاحاسيس المبهة ولم ترغب هي ان تتركني بلا اجابات شافية لهواجسي او احاسيسي, مالت بجسدها الي حضني فلم اشعر برغبة في الممانعة, قبلتني تحت العنق تماما فلم اشعر بنفسي ,ثم مالت الي شفتي تحرقهما بلا عجل فلم اشعر بالدنيا و نمت ليلتها كما لم انم من قبل!!!
و لم يبقي للحكي من بقية
لمتابعة الاجزاء (1) (2) (3) انقر علي الرابط ادناه