Friday, January 4, 2008

رحلة نحو اسئلة ليست للاجابة

في اليوم الاول غادرنا منازلنا بشوق و فرح صوب محطة القطار
المباني قديمة و بالية
قطار وحيد و عتيق يقف بلا اهتمام عند القضبان
كلما اقتربنا من المحطة زاد فرحي و خوفي
تفرحني و تسعدني ابسط الاشياء
كوب حار من شاي النعناع و بعض قطع الزلابيا الساخنة يمكنها ان تجعل من يومي احتفال
خوفي ان لا اجدها في المحطة كما وعدت كان اكبر من تشوقي لكوب من الشاي
حقيبة سفري تثقل اكتافي و لكن لا مفر و لا وقت للتذمر و الضجر
الذي قد يكلفني من الوقت يكفي لان يفوتني القطار
لا اهتم اي القطارات ساصعد و لا اي الاتجاهات ا شد رحالي طالما ان هذه الرحلة مخصصة لروحين
هي و انا..........انا و هي
اتجاهل تماما صديقاتنا اللائي يتدافعن صوب المحطة
بعضهن يحييني بلا اجتهاد و البعض الاخر يضج فرحا برؤيتي
و لكني اتجاهل ..........و امعن في تجاهلي ترقبا لحدث اهم
اراها من بعيد تقف الي جوارها اخاها و ابن عمها الذي يعيش معهم
احبه لانه ابن عمها و احسده لانه يحظي بوجودها طوال اليوم
بينما انا اتحرق ركضا الي محطات و قطارات لقيانا
هل كانت تدري؟ اسأل نفسي خمسون مرة في اليوم هذا السؤال الساذج
سذاجته المؤكدة تزيدني قلقا و رغبة في اجابات
بالطبع لا تدري ان بقلبي ضوضاء و زحام
وان عقلي صار مختوما عليها و علي بعضا من اللحظات اسرقها و اخزنها وجدا في شراييني
و القي بمفاتيحها صوب البحر حتي لا يكون هناك امل ان اتخلص من وجدي و هيامي
اهز رأسي باسمة و اقترب منهم ملوحة
اخشي من اصابع يدي المرتعشة ان تفضحني
تحول من لقائنا فضيحة عاطفية
براكين من الشوق تحرقني بردا
تجعلي يدي لوحا من الثلج اصافح به ثلاثتهم علي عجل
ارغب ان ارفع عيني و اتأملها مليا كيف تبدو
شئ ما يشد عيني نحو الاسفل
افكر انني سافضح دواخلي بنظرة
الاخ يتنح بها جانبا و يعطيها النصائح الاخيرة
تأكدي انو كل حقائبك مغلقة و تذكري ان تضربي تلفون اول ما توصلوا
يلتفت الي و يؤكد مرة اخري علي مسألة التلفون
كأنه يرغب ان يتأكد انه ان تضل احدانا تذكرها الاخري
نصعد اخيرا الي القطار
اتخير مقاعدنا باهتمام
اراجع خططي المرهقة لذلك الاختيار
ارغب ان اعطيها مقعدا مجاورا للشباك
كأنني اخفيها عن اعين الركاب
احاول ان اشعر بلا مبالاة و كلي ذهن منهمك
سنتحدث قليلا ثم نقرأ قليلا ثم ستغفو كما هي عادتها
انتظر بشوق غفوتها التي دائما تنتهي برأسها مسنودا الي كتفي بوداعة
اشعر بحنيني اليها خطرا آمن و مقيم
يتهادي القطار متمهلا في تحركه و تتهادي معه انفاسي
و نبدأ رحلتنا و ابدأ رحلتي الداخلية !!!!

4 comments:

blackcairorose said...

مبروك المدونة يا جسور

اسلوب مميز للغاية

وخالص تحياتى

جسور سرية said...

العزيزة بلاك روز
اهلا بك و سهلا
و شكرا لاعجابك بمدونتي المتواضع
لم ابدأ الكتابة فيها الا مؤخرا و بتشجيع من اصدقاء اعتز بهم جدا..... لا ادري لعلني كنت اخشي ان ابوح بدواخلي
فأغمر العالم و العالمين بالاحزان
قبل ان اغادر اود ان اعلق علي اسمك المتفرد الذي يذكرني برواية قديمة جميلة قرأتها منذ الصغر تسمي الزنبقة السوداء ( ذا بلاك توليب) .....البعض يعتقد ان اللون الاسود لون حزن و كآبة و ان الورد رمز العواطف و الوجدانيات لذا لا يستوي ان نحتفي بالورد الاسود و انا لا اوافق البتة

kasber said...

عندما أقرأ عن محطات القطار
تعاودني ذكريات كثيره بين الحاضر والماضي
بين الحلم والحقيقه
كأنها نقطه ثبات في عالم متحرك
منها نبدأ واليها ننتهي
كثيرا ما تناولت قهوتي في محطة القطار دون ان اسافر..فقط اتأمل العابرين
واشعر اني وحدي بأمان عن السفر
ولكن يدغدغ قلبي خوف بأني الوحيده التي يسكنها الجمود

جسور سرية said...

العزيزة كاسبر
القطارات و محطاتها لديها قدرة آسرة علي الاحتواء وشحذ الحواس و خداعها
نذهب اليها ....نعتقد جزما اننا لم نغادر الي مكان ما لكن ارواحنا و اطيافنا تكذبنا و تقول لنا علنا في الاحلام ان تطوافكم الدنيا لم يعد سرا
لا تدعي خوف قلبك يطول فما من شئ جازم......انها فقط حواسنا الخادعة تجعلنا نحس بالثبات