بدأت تظهر بشكل مستحي بعض المحاولا ت الادبية و الفنية هنا وهناك في المشهد الثقافي العربي تتناول بشكل مباشر او غير مباشر قضية المثلية الجنسية .من الواضح جدا ان الادب العربي يمر بتحولات كبري تنعطف به نحو الرواية الواقعية التي تحفر عميقا في المسكوت عنه داخل مجتمعاتنا و مناقشته بشكل ادبي و روائي سلس.تتدرج هذه المحاولات ما بين مهاجم الي مدافع و في بعض الاحيان تصوير محايد مع بعض التحليلات الاجتماعية و العلمية للظاهرة
غض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا مع اصحاب هذه المحاولات نشيد لهم بالجرأة الفائقة في تناول هذه القضية الشائكة و الحساسة جدا في كتاباتهم و اعمالهم الفنية
نبدأ في تتبعنا لهذه المحاولات برواية "عمارة يقوبيان" للكاتب المصري الشهيرعلاء الاسواني التي تحولت فيما بعد لفيلم سينمائي
و نعرج علي رواية "رائحة القرفة" للكاتبة سمر يزبك.تحكي رواية «رائحة القرفة» عن علاقة سيّدة دمشقيّة بخادمتها الصغيرة، وتغوص في عالميّهما، العالم السفلي المدقع الفقر، وعالم الطبقة المترفة. وتتحوّل هذه العلاقة إلى لعبة قوية في يد الخادمة وتجعل منها المبرّر الوحيد لشعورها بإنسانية مفقودة
و رواية "أنا هي أنتِ" للكاتبة اللبنانية الهام منصور وهي رواية تدور أحداثها في أفق شخصيات نسائية، وعلاقاتهن المثلية. سهام، ليال، نور، ميمي هن نساء الهام منصور وهن في معظمهن مثقفات وتلميذات وجامعيات ينفردن في قراءة واقعهن وتحليله، وعلى الرغم من مستواهن الجامعي والثقافي فإنهن يطرحن أنفسهن بجرأة، مثليات، وكل واحدة منهن تبحث عن شريكة لها.
اما في الانتاج السعودي تتعدد الروايات التي تقدم تحليلات اجتماعية صادمة تدريجية ومتنوعة من داخل صيرورة تطور المجتمع السعودي في القرن العشرين مابين البادية والمدينة، المرأة والرجل، المرأة القوية مقابل المرأة الخانعة، مجتمع ما قبل النفط مقابل مجتمع النفط ابتداءا برواية "ملامح " للكاتبة زينب الحفني والتي بها تقودنا زينب حفني إلي عالم النساء المقموعات، المحاصرات بالذكور الشرسين من كل جانب حرصا علي شرفهن. وهناك في معازل النساء، تجرب ثريا مشاركتهن شهواتهن المحرومة التي تزداد مع توسع رقعة فصلهن عن الذكور. نساء يتجاوزن الثلاثينات والأربعينات ممنوعات من مخالطة الرجال، ومن الزواج أحياناً حتي لا تتفتت ثروة العائلة، يعانين بصمت، ثم لا يجدن سوي مثيلاتهن لتفريغ تراكم الشهوات والحرمان والألم.ثم تأتي في القمة الكتب الاكثر توزيعا رواية "بنات الرياض" للكاتبة رجاء الصانع
و رواية الاخرون" لصبا الحرز التي تصور شخصية الرواية علي اساس انها الآخرون ,فهي الآخرون لأنها امرأة والآخرون لأنها شيعية والآخرون لأنها مثلية والآخرون لأنها مصابة بمرض الصرع.
و يدخل الادب الرجالي كذلك السباق حيث صدرت مؤخراً رواية تحت عنوان "الواد والعم"، للصحافي السعودي مفيد النويصر، ومن المنتظر أن تثير هذه الرواية جدلاً محلياً لمساسه بمسألة اجتماعية مثيرة، هي المثلية الجنسية في بعض الحارات الشعبية وبعض المقاهي ذات الطراز الغربي الموجودة في مدينة جدة، وقد نقلت الرواية إلى القارئ جانباً مسكوتاً عنه في علاقات المثليين، وطبيعة تلك العلاقات بين قائد ومقاد، وقاهر ومقهور، وحظ كل طرف من هذه العلاقات، التي يلخصّها التعبير الحجازي "الواد والعم".
في مجال الانتاج الدرامي فقد تصدر فليم عمارة يقوبيان القائمة في الاعمال الاكثر مشاهدة. هناك عدة محاولات لا بأس بها مثل فيلم "حين ميسرة" للمخرج خالد يوسف و فيلم"كارميل" او سكر بنات للمخرجة اللبنانية نادين لبكي و كذلك يتوقع قريبا صدور فيلم بعنوان "علاقات ساخنة للمخرج يونس الشوربجي و الذي ستقوم فيه بتمثل دور الفتاتين المثليتين الفنانة المصرية علا غانم والمطربة اللبنانية دوللي شاهين