منذ أن حدث بيننا ما حدث وأنا أحاول أن أوضح لك عبر رسائل الهاتف كيف أفكر وكيف أرى الحب وكيف أعيشه، لم تساعدني رسائل الهاتف ولم تحتمل أنت تواترها واعتبرتها اقتحاما لعالمك الداخلي !! ربما كنت محقا،، غير أنها كانت وسيلتي الوحيدة للتواصل معك وبيننا كل هذه المسافة المكانية !! أكثر منك أنا،ربما، حرصا على مساحتي الشخصية، هذه المساحة الحرة التي دفعت ثمنها من أعصابي ومن هدوء بالي، أقول أكثر منك لأنني امرأة وقلما تقدر المرأة في عالمنا المتخلف هذا على تشكيل مساحة واسعة خاصة بها، لا يقتحمها احد و لا يعتدي على حدودها أحد،، لهذا لم يكن صدفة أن من أحببتهم من الرجال بعيدون جدا عن حيزي المكاني،، كان قرارا داخليا ربما وخيارا شخصيا أتواطأ به مع نفسي،، لكنني ولأنني لست ممن يؤمنون بمنتصف الأشياء كنت دائما أذهب في حالتي إلى حدودها القصوى،، و ليكن ما سيكون،، لا يهمني ما سيحدث لاحقا،، متطلبة في الحب؟؟ نعم متطلبة،، أحتاج إلى اهتمام الرجل الذي أحبه و يحبني بي، أحتاج أن أشعر أنه يحبني وأنه يفكر بي وأنه يشتاقني وأنه يحتاجني يشتهيني ويريدني،، أحتاج كل هذا !! ويكفيني لأشعر أن كل هذا محقق لي،، رسالة موبايل أو رسالة الكترونية أو اتصال مفاجئ !! لم اطلب من أحد يوما أن يغير حياته من أجلي ولم اطلب من أحد التضحية بما حققه في حياته كي يرضيني لأنني ببساطة لن أغير حياتي من أجل أحد !! لم أرد يوما ما هو مادي و إجرائي من أحد،، أردت فقط أن يشعرني أنه مهتم بي،، وهذا ما أردته منك أيضا !! هل تعتبر هذا تطلبا ولا طاقة لك به؟ ستكون عندها كالآخرين الذين أحببتهم في حياتي،، ستكون المشكلة إذا بي أنا و بعدم فهمي حتى الآن كيف يفكر الرجل وما الذي يريده من المرأة !! أو ستكون المشكلة أن الرجل عموما لم يتخلص من غريزة الصياد والمرأة هي الطريدة التي تتهرب منه وتتمنع عليه !! لا أحب نفسي حين أكون في دور الطريدة و لا أحب أن أتمنع عن الرجل الذي ارغب به،، أساسا لا اقدر أن أكون هكذا،، ثقافتي ومبادئي وأفكاري وحساسيتي مضادة تماما لهذا النمط من التفكير وخارجة كليا عن نسقه. و أعود إلى الحب،، ما هو الحب ولماذا نحب هذا الشخص دون سواه ؟؟ أسئلة روتينية وعادية ومكرورة !! لكنها عادت إلي معك،، وسأقول لك ما أحببته فيك ببساطة،، أحببت طيبتك وصفاء سريرتك وعفويتك وحرارة روحك،، أنت رجل حار وأنا أمقت الحياديين، أنت رجل صافي كدمعة وأنا أكره الضبابيين، طيب أنت كمطر الشتاء وأنا لا أطيق الحقودين وأصحاب الضغائن والمؤامرات،، عفوي كطفل ولم أرفض طيلة حياتي أكثر من المتصنعين والمتكلفين والمدعين،، تبحث في المرأة عن عمقها وعقلها مع بحثك عن جسدها وهذا مما أحبه دائما،، لا أحب الفصل بين الحالتين،، ثمة عقل وجسد لدى المرأة والرجل يجب أن لا يطغى احدهما على الآخر في العلاقة بينهما ،، هذا التوازن هو ما أسميه الحب،، وهذا ببساطة ما وجدته فيك وعندك ومعك !! في الصداقة يطغى العقل،، وفي الجنس المحض يطغى الجسد،، الحب فقط هو ما يحقق توازن الحالتين،، لهذا قلت لك لن استطيع التعامل معك كمجرد صديق،، على الأقل في المدى المنظور،، و لا أعرف إن فهمتني أم لا !! قلت لي عليك بالزمن،، كفيل هو بإعادة الأشياء إلى أصلها،، وقلت لك لم أكن يوما ممن ينتظرون،، دائما كان لدي هذا الإحساس بأن الحياة/ حياتي ستكون اقصر من أن أقضيها بانتظار نتائج الزمن،، شغفي بالحياة يبعد عني ميزة الصبر،، لست صبورة أنا ،، ولا طويلة البال،، أريد من الحياة ما يشعرني أنني أعيشها في كل لحظة، لهذا لا يمكن أن أكون حيادية ولهذا أيضا أنحاز كليا إلى مشاعري وحدسي وغرائزي،، الحدس والزمن متعارضان، الأول آني وحار والثاني ممتد وحيادي،، و أنا امرأة حدسية وآنية وعابرة،، حتى في الشعر وليس فقط في الحياة،، أكتب الشعر لأنني في لحظة كتابته أكون مشغوفة به جدا،، ولاشيء لحظتها يضاهي متعته ونشوته غير الرغبة اللاحقة في تكرار الحالة،، شيء يشبه الحب في ذروته تماما،، لاشيء يعادل متعة تلك اللحظة غير الرغبة اللاحقة في تكرارها !! وفي الحالتين،الشعر والحب،غير معنية أنا بالزمن وبعجائبه، يتوقف الزمن عند تلك اللحظة، أو،،، ليتوقف الزمن عند تلك اللحظة، لا يهمني ما سيأتي به لاحقا،، أريد أن أمتص اللحظة حتى آخر قطرة رطوبة فيها، وليحدث ما يحدث بعدها . وقلت لي عليك بالتأمل،، التأمل الذي يجعلك تشفّين وتصفين وتهدئين !! قلت لك التأمل هو ما يجعلني منحازة إلى الأقاصي،، الشعر تأمل والقراءة تأمل والسفر تأمل والحب تأمل،، الفرق هو في فهم كلينا للتأمل،، أنت تراه حالة سكينة ووحدانية ودخول عميق في الذات، وأنا أراه حالة بحث وأسئلة واكتشاف وإخراج ما في الذات إلى العلن، وكلانا، في الحالتين، ما نحاوله هو التخلص من الثقوب السوداء في دواخلنا لنعود إلى الصفاء البدائي،، إلى الحالة البدائية الأولى، الغريزة والحدس، إلى حيث لا أقنعة ولا حسابات ولا مراهنات، إلى ضعفنا وهشاشتنا وخوفنا من الفقد، الزمن يعلم التعود، الخوف من الفقد لا يمحيه التعود!! وإذا انمحى فلا معنى للشعر حينها ولا معنى للحب أيضا !! لهذا كلما ازددنا حبا ازددنا وجدا وحزنا وازددنا شعرا،، الحب الذي يعطي الفرح حب صناعي لا أصالة فيه،والشعر المبشر بالفرح شعر مؤلف ومصطنع ولا روح فيه !! الوجد تغذيه اللهفة واللهفة يغذيها القلق والقلق ينتجه التأمل، أصل الحب والشعر هنا،، في التأمل المنتج للقلق لا المضاد له، لهذا لم يعطني التأمل يوما الهدوء، ولم يمنحني السكينة، جعلني أكثر شفافية و أكثر عفوية وتلقائية وأكثر حزنا وهشاشة ووجدا، أخذني إلى أقصى مناحي الحب وقال لي كوني هناك، سيقصر عن طريقك الكثيرون لكن أحدا ما سيأتي إليك !! ظننتك أنت،أو،، ما زلت أظنك أنت !! هل تعرف لماذا؟؟ لأن حزنك أصيل وشغفك بالحياة أصيل ولأن حرارة روحك لا تجعلك تقف في المنتصف أبدا . أحبك . رشا عمران شاعرة سورية، دمشق
نسخة طبق الاصل مهداة الي امرأة احبها....
حقوق الطبع طبعا محفوظة للحبيبة !!!
جسور سرية