سئل أحد الفلاسفة الأوروبيين عن العالم المثالي في نظره فقال: العالم المثالي حيث يكون الطباخ فرنسياً والميكانيكي ألمانياً والشرطي بريطانياً والعاشق إيطالياً ويدير كل شيء رجل سويسري...وفي المقابل يضطرب العالم ويختل حين يكون الشرطي ألمانياً، والطباخ إنجليزياً، والميكانيكي فرنسياً، والعاشق سويسرياً، ويدير كل شيء رجل إيطالي!!
هذه المقولة المضحكة تعطينا مثال و اضح للطريقة التي يبسط بها العقل البشري الاشياء و يضعها في قوالب جاهزة و سهلة يسهل الركون اليها فهي لا تكلفه عناء البحث و الاستقصاء و لا تهدر طاقته في المساءلة و التفكير النقدي.
كم منا من ينجرف الي هذا الفخ باطلاق تعبيرات اطلاقية و احكام نهائية علي البشر و الاشياء من حولنا و هل يا تري نستطيع ان نتجنب الوقوع في براثن هذا الفخ العقلي؟
اذا نظرنا حولنا نجد اننا جميعا بلا استثناء نقع في مثل هذه الفخاخ....في مجال الاقتصاد كثيرا ما نستخدم عبارات من شاكلة ان النموذج الرأسمالي نظام اقتصادي قاسي و متوحش و ان النموذج الشيوعي نظام اقتصادي اشتراكي يعمل لمصلحة المجموع....او ان نقول ان النموذج الشيوعي نظام يهدر كرامة الفرد و يقيد من حريته في حين ان النموذج الرأسمالي يعمل علي احترام الفرد و قيمته الذاتية و يسعي للمنافسة الاقتصادية الحرة بلا قيود من الدولة علي حرية هذا الفرد.
في علم الاجتماع نقول ان سكان عالم الغرب اكثر قدرة علي التفكير و الابداع العلمي من عالم الشرق و ان سكان عالم الشرق اكثر قدرة علي التعاطي مع الروحانيات و سحر الاساطير.
في الكورة نقول ان الفريق (أ) احسن من الفريق (ب) حتي و ان كان مهزوم عشرة\صفر برضو نلاقي اعذار للهزيمة دي.
في الاكل نقول الاكل الايطالي حلو و الاكل الهندي فيه بهار كتير و اليابانيين بياكلوا سي فود و كل الحاجات الغريبة التانية من ضفادع و قرود و كلاب الي اخره.
في العمل الباكستاني مطيع ....السوداني امين...الخليجي كسول و متكبر.
في الفن المسلسل البيمثل فيه عبيد حلو و البيمثل فيه زيد مش حلو.....الاغنية البيغنيها فلان حلوة و البيغنيها فلتكان مش حلوة.
النسوان كلامهم كتير و مهما تعلموا حيفضلوا يهتموا بالطبيخ و الاولاد و الموضة....الرجال بيحبوا الكورة و الكلام عن السيارات.
المثلية او المثلي تفكيره العاطفي مرتبط بالجنس و المغايير مرتبط بالوجدانيات.
الاسلاميين ارهابيين و منغلقي العقول..... العلمانيين متفتحي الاذهان.
الافارقة و غالبية سكان العالم التالت جهلاء و غير مثقفين و سكان العالم الاول متحضرين و متعلمين.
الام تطبخ ...الاب يدفع مصاريف البيت.
العلاقات في الانترنت هشة و غير حقيقة......اصدقاء الطفولة و الجيرة دائما اوفياء و مخلصين.
استطيع ان آتي بعشرات الامثلة لهذا الاسلوب النمطي المقولب و الذي للاسف نطبقه علي جميع الناس بلا اي اعتبار للاختلافات النفسية و البيئية و الثقافية او الفكرية......الخ
كم هو مخيف هذا التنميط و كم هو خطير !!!!و لكن ماهي الاسباب يا تري و كيف تكون الحلول !!!