Tuesday, February 17, 2009

يرحمك الله الطيب صالح

و نحن مازلنا تنسم نفحات عيد الحب اطل القدر علينا بحزن جديد...مات الطيب صالح الرجل الطيب نسأل الله ان يرحمه و يسكنه فسيج
الجنان مع الشهداء و الصديقين !!!
سيرة حياته:
الطيب صالح أديب عربي من السودان ولد عام (1348هـ - 1929م ) في إقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم, وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلتر حيث واصل دراسته, وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية
. حياته المهنية:
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما, وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية موسم الهجرة الي الشمال كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، والى مواضيع اخرى متعلقة بالاستعمار، الجنس والمجتمع العربي. في اعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب في يومنا هذا، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، طه حسين ونجيب محفوظ. .. له العديد من المقالات ويشارك في العديد من المجلات والصحف ...
:أدبه
الطيب صالح كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى».. تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز .. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن ال-20 في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الادب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه على يد الاكاديميا العربية في دمشق على انه "الرواية العربية الأفضل في القرن ال-20.) أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. روايته "عرس الزين" حولت إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من اخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان. في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة". خلال عمله في هيئة الاذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة. منذ عشرة أعوام يعيش في باريس حيث يتنقل بين مهن مختلفة، اخرها كان عمله كممثل اليونسكو لدول الخليج.
رواياته:
ضو البيت (بندر شاه): احدوثة عن كون الاب ضحية لابيه وابنه دومة ود حامد ويتناول فيها مشكلة الفقر وسوء التعاطي معه من قبل الفقراء أنفسهم من جهة ،واستغلال الإقطاعيين الذين لا يهمهم سوى زيادة أموالهم دون رحمةمن جهة أخرى. عرس الزين مريود
موسم الهجرة إلى الشمال:
ومن المفهوم أن رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت، بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ـ النامي ورؤيته للعالم الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً، لبطل الرواية "مصطفى سعيد". وآخر الدراسات الحديثة التي تناولت رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" ورواية "بندر شاه" للمؤلف نفسه، تلك الدراسة التي نشرت أخيراً في سلسلة حوليات كلية الآداب التي يصدرها مجلس النشر العلمي ـ في جامعة الكويت بعنوان "رؤية الموت ودلالتها في عالم الطيب صالح الروائي، من خلال روايتي: موسم الهجرة إلى الشمال، وبندر شاه" للدكتور عبد الرحمن عبد الرؤوف الخانجي، الأستاذ في قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب جامعة الملك سعود. تتناول الدراسة بالبحث والتحليل رؤية الموت ودلالتها في أدب الطيب صالح الروائي في عملين بارزين من أعماله هما: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"بندر شاه"، وتنقسم الدراسة إلى قسمين كبيرين وخاتمة. يعالج القسم الأول منهما محوري الموت الرئيسيين في هاتين الروايتين: محور موت الأنثى، وهو موت آثم يرتبط في أكثر معانيه بغريزة الجنس ولا يخلو من عنف أم خطيئة، وموت الرجل وهو موت نبيل يرتبط بالكبرياء والسمو ولا يخلو من تضحية ونكران ذات. هذان العالمان المتمايزان يثير الروائي من خلالهما عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والنفسية، توحي بأزمة الصراع المكثف بين حضارتي الشرق والغرب فكأن المقابلة بين الأنثى والرجل ووضعهما في إطارين متمايزين من خلال الموت... وهي مقابلة من صنع مؤلف الدراسة لا الروائي ـ تلك الرؤية الفنية ترمي إلى اختصار الصراع بين عالمين مختلفين حضارياً: شمال ـ جنوب، هي في النهاية المعادل الفني لأزلية الصراع بين الشر والخير ممثلين في الأنثى ـ الشر، الخير ـ الرجل، و: شمال ـ أنثى ـ شر، جنوب ـ رجل ـ خير، بما لذلك من مردود أسطوري في وعي وذاكرة الإنسان الشرقي، وهو ما لم تشر إليه الدراسة مكتفية بتتبع أنواع الموت وطرائقه التي تمارس من قبل الرجل في الروايتين. فالمرأة في موسم الهجرة إلى الشمال ضحية لرجل ـ دائماً ـ بينما الرجل ضحية ـ أيضاً ـ لظروف مجتمعية ساهم في خلقها مجتمع الضحية الأنثى بشكل ما، فعلاقة مصطفى سعيد بالأنثى هي دائماً علاقة آخرها موت مدمر إذ إن "مصطفى" ـ كما يلاحظ المؤلف ـ ينتقم في شخص الأنثى الغربية لسنوات الذل والقهر والاستعمار لينتهي بها الأمر إلى قتل نفسها بنفسها. موت الرجل ـ وهو المحور الثاني من القسم الأول ـ فهو دائماً موت علوي تتجلى دلالاته في العودة إلى النيل مصدر الحياة "ذهب من حيث أتى من الماء إلى الماء" كما في بندر شاه. ويتناول القسم الثاني من الدراسة الدلالات الفكرية المتصلة بعالمي الموت وكيف عبرت الروايتان عن هذه الدلالات في قوالب فنية منتهياً إلى أشكال الموت لدى الطيب صالح توزعت على أطر ثلاثة: الموت ـ الوفاة الموت ـ القتل الموت ـ الانتحار وكل إطار من هذه الأطر الثلاثة عن رؤى فكرية وفلسفية ونفسية اقتضتها طبيعة الأحداث والمواقف... لكن النمط الأكثر بروزاً من أنماط الموت الثلاثة السابقة هو النمط الثاني الذي يمثله: الموت ـ القتل، حين جعلته رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" يفجر طاقات متباينة من الدلالات الفكرية ووظائفها الفنية، وظل الموت ـ القتل في صراع الشخصيات يتراوح بين السلب والإيجاب وبين الرفض والقبول وبين القوة والضعف وتتبع الدراسة التجليات المختلفة لهذا النوع من الموت عبر روايتي: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"بندر شاه". وتخلص الدراسة ـ عبر خاتمتها ـ إلى أن للموت سلطاناً لا ينكر على عالم الطيب صالح الروائي فقد وفق الروائي من خلال بناء هذا العالم في تقديم عطيل جديد هو: مصطفى سعيد عطيل القرن العشرين الذي حاول عقله أن يستوعب حضارة الغرب لا يبالي ولا يهاب، له القدرة على الفعل والإنجاز، يحارب الغرب بأسلحة الغرب. وبعد: سوف يبقى الطيب صالح وأعماله الروائية والقصصية ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي آمن به الطيب صالح وعبر عن همومه وآلامه، أفراحه وإحباطاته

16 comments:

Anonymous said...

ya benty heya na2sa moot
ana lesa mesh fi2t mn el nakad elly ana feh dah
yala alahom 2ar7amoh o wasa3 3aleh qabroh ya rab
salam 3alaykom

مثلية فقط said...

الطيب صالح يمثل رمز من رموز السودان و الأدب العربي الحديث

الله يرحمو

Samraa said...

Dear JS
i cant thank you enough for this post, for that i have been real sad all day since yesterday,since we heard the news faster.
i have one of my relative works in the hospitals where he were treated.
may god rest his soul,sudan have lost...real n huge lost,for he was a man of words and mannars,so humble and down to earth,
thanks alot.
Regards

جسور سرية said...

العزيزة سولا
ايوة و الله يبدو ان هذا العام موعود بشئ من الاحزان

ربنا يرحمه و يرحمنا جميعا !!

جسور سرية said...

عزيزتي مثلية فقط
الله يديك العافية و انتي تقدرين الرجل حق قدره
نعم الطيب صالح فقد للامة العربية جمعاء و ليس فقط السودان
نسأل الله الرحمة لنا جميعا

جسور سرية said...

عزيزتي سمرا
شوفتي كيف يكون الوجع لما يموت زول زي الطيب صالح و يفضلوا عينة عمر البشير و الترابي احياء ....اللهم لا اعتراض علي حكمك لكننا موجوعون بما يكفي !!!
تستحضرني الان رؤي مصطفي سعيد في هجرته الشمالية..... صباحة وجه ضو البيت .....موسيقي عرس الزين ..... ظلال دومة ود حامد و كأن الرجل مازال حيا يمشي في شوارع الخرطوم
نسأل الله له الرحمة و المغفرة !!!

كتابة said...

رحمه الله

أراه ممن عملوا على نصهم ليخلدوابصمتهم في الذاكرة الانسانية
بينما غيره يتحفنا بالكثرة دون النوعية..ليغادر دون
أثر ..خطوة

شكرا لما نشرته يا جسور

Happy Hope said...

بصراحة يا صديقتى انا مكنتش أعرفو
لكن دلوقتى شوفت خبر انه كان ممكن يكون أحد المرشحين لجائزة نوبل القادمة فى الأدب

الله يرحمه

blackcairorose said...

تروح العبقريات ولا تأتي غيرها

لا أدري ولكن أشعر كثيرا أننا نمضي فكريا الى الخواء

جسور سرية said...

العزيزة كتابة

كثيرا ما كان يعاتبه البعض علي قلة كتاباته فكان يقول لهم انه يهتم بالكيف لا بالكم!!!
رحمة الله عليه

جسور سرية said...

العزيزة هابي
نعم الطيب صالح لم يكن يحب الشهرة و الاضواء لكنه كان مميزا و عظيما بحق
الف و رحمة نور تنزل علي روحه الطاهرة

جسور سرية said...

العزيزة بلاك روز
نعم يبدو ان هذا زمن الفجائع الكبري و الخواء الفكري و الاجتماعي و السياسي
احيانا اتساءل لما يحدث كل هذا؟....لابد ان لك حكمة يا ربي من كل هذا الحزن!!!

Unknown said...

الله يرحمه

قريت الخبر اول ما صحيت و زعلت اكتر من خبر وفاته ان في ناس متعرفوش

مع انه رمز للادب السوداني و العربي و عرف العالم كلو بالمجتمع السوداني و اعماله ترجمت للغات كتيره و كان شخص جميل جدآ

الله يرحمه

جسور سرية said...

العزيزة ايمي
شكرا لكريم التعزية
معك حق ...نحن امة لا تعرف قدر بنيها الا بعد ان يرحلوا!!
له الرحمة و المغفرة

soly88 said...

ما أقل الصادقين هذه الأيام
والطيب كان من هذه القله
رحمه الله

جسور سرية said...

العزيز سولي
شكرا لك و انت تقدر الرجل حق قدره و عظمته