Monday, June 9, 2008

يارا ........2

تجولنا في المعرض سويا...اعجبتني لوحة لامرأة تحمل طفلها بحنان علي ساعدها الايمن و قلب مجروح بيدها اليسري...التفت الي يارا قائلة سوف ابتاع هذه اللوحة...عجبتك يا مريم؟...ايوة عجبتني شديد...باتسامة عفوية قالت ان جميع اللوحات المباعة ستبقي هنا حتي نهاية العرض و ساقوم بارسالها الي اصحابها عبر عناوينهم البريدية...اجبت ضاحكة لا تخافي لن اسرقها من اخواتها الان !!
عدت الي منزلي و انا افكر بالمعرض و لوحاته و اتساءل لماذا جذبت انتباهي تلك اللوحة بالذات.اخذت حماما سريعا و استسلمت لحالة نوم مفاجئة بعد تعب يوم عمل مرهق.
عندما دخلت حجرة مكتبي وجدت بجانب المزهرية التي بدأت زهورها في الذبول مذكرة من مدير المعهد تعلمني فيها بوصول استاذ احمد الطاهر الباحث الاجتماعي الجديد الذي سيقوم بمساعدتي في العمل و تودني ان اذهب لمقابلته في مكتبها عند الظهيرة...تنفست الصعداء..نزل من صدري هم كبير ..اخيرا سأحصل علي مساعدة.
عند الساعة الواحدة تماما رن جرس المكتب...اهلا استاذة مريم ....اهلا بك...استاذ احمد موجود في مكتبي ارجو ان تأتي لمقابلته الان اذا لم يكن لديك مانع...اكيد ...ساكون عندك حالا...اخذت ارتب بعض الاوراق في مكانها... مها و يارا لو سمحتما استخرجا الاوراق المتلعقة بمشروع محو الامية من الخزانة الي حين عودتي....حاضر لا تقلقي.
شاب ذو ملامح اليفة...مربوع القامة ممتلئ الجسم قليلا ..بشوش و تزيد تلك الشامة علي خده الايمن من بشاشة ابتسامته...اهلا استاذ احمد...اهلا بك استاذة مريم...انا سعيدة جدا بك ..اضفت ضاحكة اخيرا سأجد من يساعدني في اطنان العمل المتراكمة هذه...تشرفت انا بمقابلتك و اتمني ان اكون عند حسن ظنك...التفت الي مديرة المكتب و اسأذنتها في اخذ احمد في جولة في المعهد...طبعا تفضلوا و اذا احتجتم الي اي شئ انا هنا في مكتبي حتي الرابعة.
تجولت مع احمد في ارجاء المعهد قليلا ثم اخبرته اننا سنتجه الي المكتب...عندما دخلنا المكتب قدمته الي مها و يارا...تبادل الجميع التحايا و جلسنا لنشرح له طبيعة العمل و خطتنا السنوية لانجاز المشاريع المقترحة.
في المساء رن جرس هاتفي...ألو السلام عليكم مريم ...اهلا يارا كيف حالك...انا بخير و الحمد الله ...اتصلت بك لاخبرك اننا و مها فكرنا في ان ندعو استاذ احمد الي الغداء يوم غد للترحيب به بيننا ...اها فكرة جيدة و الله..هل اتفقتم معه علي الموعد؟....في الحقيقة لسة ...انا ضربت ليك هسة عشان اخد منك رقم تلفونه اذا امكن ...حاضر لحظة بس اطلعه من الموبايل ....اعطيتها الرقم ...شكرا مريم...ابدا العفو !!!!
كان المطعم هادئا و لطيفا...تناولنا الغداء وسط جو صاخب صنعنه مها و يارا بحكاياتهم الممتعة و نكاتهم المضحكة...تحدثنا في موضوعات شتي...التفتت يارا الي قائلة علي فكرة مريم هل تودينني ان ابعث اللوحة الي عنوان منزلك ام احضرها لك بالمعهد؟...كما تشائين...سأعطيك عنوان البيت علي كل حال...التفت الينا احمد باسما... اسمع سيرة لوحات و الوان هنا ..من الذي يرسم؟...التفت اليه يارا ضاحكة ..العبد لله...اتسعت ابتسامته بجد؟ لا لازم توريني لوحاتك...اجابته يارا يمكنك ان تأتي لزيارة المعرض...في الحقيقة انا ذاهبة الان اذا كنت تود المجئ معي ...طبعا احب ذلك...قاطعتهم مها قائلة ..انتي ماشة المعرض يا يارا؟..ايوة...انا كنت مفتكرة اننا حنمشي نجيب الفستان بتاعت ماما من الخياطة ... لا انا وصيت الخياطة تخليه عند محمد في محله و انا حأمر عليه بعدين اشيله منو...بنظرة مستسلمة اجابتها مها اوكي.
عادت مها الي المنزل...ذهبت لتغير ملابسها و هي تسأل اخاه الصغير عن مواعيد مباراة الكورة لفريقها المفضل...اجابها حتبدأ الساعة تمانية و نص ..نظرت الي ساعتها مازال امامها نصف ساعة قررت ان ترتاح بحجرتها قليلا...جاءت امها لتثرثر معها عن اخبار الحي و عن تجهيزات زواج ابن خالها التي كانت تتمني ان يكون من نصيبها..لا ادري لماذا تصر امي علي اعلامي بكل تفاصيل ذاك الزواج من الالف الي الياء كأنها تودني اشعر بمأساة تطفيش ذاك العريس اللقطة علي حد تعبيرها...انسحبت من ترثرتها بحجة بداية المباراة...عند الساعة العاشرة و النص رن جرس الباب...سمعت مها صوت امها يرحب بيارا...التفت اليها و هي تقول معقول كل الوقت ده كنتي في المعرض؟ اجابتها يارا لا ذهبت مع استاذ احمد لتوصيل اللوحة الي مريم...اها كويس و مريتي علي محمد؟ ايوة و جبت معايا الفستان..تساءلت يارا اذا كانت مها جاهزة للذهاب الي منزلها ام ليس بعد..اجابت مها لحظة بس اجيب هدومي ...انتي حتبيتي مع يارا الليلة ؟ ...ايوة يا ماما عندنا شغل و عايزين نخلصه....اها كويس..ثم التفت الي يارا قائلة اتذكري بس يا يارا تأخدي الدواء بتاعك معاك انا جبته ليك من الصيدلية الصباح ...حاضر يا خالتو.
بين اسرتيي مها و يارا ود و محبة عميقة و لان منزليهما يفتحان امام بعضهما تجد اخوان مها و يارا يتنقلون طوال اليوم مابين المنزلين....تأتي ام مها احيانا لتطبخ و تتونس مع ام يارا و تذهب اليها الاخري لشرب القهوة وحل الكلمات المتقاطعة.
جلستا لترتيب اوراق مشروع محو الامية و تجهيز المستندات اللازمة لبدء تنفيذ المشروع...احاديث عامة تدور بينهما ..مها تحكي ضاحة ليارا موال امها اليومي حول عرس ابن خالتها و مها تحكي لها عن المعرض و عن جمال و بساطة بيت مريم و عن ظرف استاذ احمد وخفة دمه...احست مها بشئ من الغربة مع يارا منذ قدوم مريم و احمد الي المعهد...كأنما هم زاحموها في صداقة يارا...فكرت ان افكارها تلك طفولية الا انها لم تستطع ان تمنع نفسها من بالاحساس بالغيرة منهم علي نحو ما...بعتاب قالت مها ...تعرفي يا يارا انتي منذ مجئ مريم ثم احمد الي المعهد ما بقيت عارفة اتكلم معاكي و لا نخرج سوا و لا اي حاجة...ليه بس ما نحن اهو ماشين بكرة السينما و بعدين يا بنتي انت عارفة انو مافي زول يقدر ياخدني من مهوية الحلوة...بضحكة حقيقية اخذتها بين ذراعيها و هي تقول و لا انتي رأيك شنو؟ ...استسلمت مها لضمتها و هي تقول بلهجة طفولية ايوة غشيني انت بالكلام المعسول...ضحكت يارا من لهجة مريم الطفولية...انا اقدر برضو يا عسل؟؟ّ.
استلقت مريم في فراشها بعد ان خرج من عندها يارا و احمد و اخذت تقرأ في جرائد اليوم و تتنقل بين الاخبار هنا و هناك. تطوف بذهنها احاديثهم بالمطعم و نكات يارا الطريفة . تعجبت من ارتياحها العفوي في وجودها...ذكرها هذا الارتياح بذكريات اليمة اجتهدت ان تنساها بالهروب الي هذه المدينة و تسلم هذا العمل الجديد..سرحت بذهنها لبضع اشهر خلت...مكالمة تلفونية غاضبة مع حبيبتها لانها لم تأتي في موعدها و تركتها تتنتظر بالكوفي شوب ساعة و هي تحاول الاتصال بتلفونها المغلق دون جدوي...ايام اجازة معدودة تخطط لها منذ عدة اسابيع لتسافر معها الي ذاك المصيف و تأتي ببساطة لتخبرها انها لن تستطيع السفر بسبب عمل مهم...ذاك الفتور الغريب و الثورة لاتفه الاسباب...انتهاء علاقتهما بشكل درامي و مؤلم عندما اكتشفت ان حبيبتها تخونها مع امرأة اخري...لم تحتمل مريم الصدمة و قررت ان تهرب بعيدا!!! فكرت انه عليها ان تمنع نفسها من الارتياح بكل اشكاله مع اي امرأة !!!.
في صباح اليوم التالي قسمنا مهام العمل...اختارت يارا ان تقوم بطباعة الخطابات و ارسالها مع احمد الي الجهات المعنية ...جلسنا انا و مها بالمكتب و لترتيب بعض المهام...في الطريق احست يارا ببعض التعب ..اقترح عليها احمد توصيلها للمنزل..لا مافي داعي انا كويسة ..و بعدين لازم ارجع المعهد عشان وعدت مها نمشي الليلة السينما مع بعض و حتزعل مني اذا ما مشينا...بس انا شايف انك احسن تمشي البيت ترتاحي ...لا بالجد انا كويسة...ثم اضافت بلهجة ضاحكة اذا ما مصدقني ممكن تجي معانا السينما و تتأكد بنفسك اني عال العال...و الله اذا ما عندكم مانع انا احب امشي معاكم...بجد؟ خلاص والله فكرة.
ذهبوا ثلاثتهم سويا للسينما بعد انتهاء الدوام...طوال الطريق يارا و احمد يتبادلان الحديث و يتضاحكان... مها تحس و كأنها غريب في وسطهم ...مرة اخري ينتابها احساس ان يارا تنسحب من حياتها تدريجيا لتنشغل مع اصحابها الجدد...في طريق العودة قالت يارا انها ترغب بالمرور علي المعرض لتأخذ شيئا...اقترح احمد توصيلها الي هناك....لا و الله مافي داعي تتعب نفسك ..ابدا مافي تعب و لا حاجة اتفضلوا.
عادتا الي البيت...يارا عايزة تتفرجي علي البرنامج بتاع من الامس...حيبدأ بعد شوية في القناة الرابعة ...تعبانة و الله يا مها عايزة بس ارقد في سريري و انوم. ذهبت يارا الي حجرتها و هي متعبة الا ان النوم رفض ان يزورها..لا تدري لماذا لا تفارق خيالها صورة احمد ...تأتيها ذكريات لقاءتهم و مشوايرهم مع بعض...ابتسمت و هي تضبط نفسها تفكر بشامة خده المحرضة.

22 comments:

Happy Hope said...

أهلا بجسور الدراما
ايه بس الأحداث الخطيرة دى
:)

واضح انو هيكون فيه دراما و دموع
و الله يستر

بس أنا مش هسبق الأحداث و هنتظر الجزء التالى

لأن القصة شدتنى جداً

كونى بخير عزيزتى

كلام من القلب said...

هيه هيه اول تعليق يافندم

اخيرا واول مرة

طبعا الجزء التاني فيه مفادأة شكلها كده حتجبلي شلل
يعني مريم معشمة نفسهااوي بيارا ومها برضه يعيني شكلها بتحب يارا
والاتنين شكلهم حياخدوا بمبة واللى جاي لسة من يومين حياخدها منهم هههههههههه

والله كوميدية
طيب مريم ممكن تكون لسة متعرفش يارا ولا عارفة ميولها
لكن اللى مش مقنع بقى مها دول باين انهم عشرة طويلة ومتربين مع بعض
يعني المفروض تكون عارفة يارا كويس وميولهاايه

مش عارفة بس الحتة حسيت اها مخلبطاني شوية

وبصراحة يعني المفروض مريم بعد صدمة صاحبتها تتعقد بس ماشاء الله عليها داخلة حامية اوي مع يارا

بس بصراحة القصة جميلة وترتيبك للأحداث حلو كمان

يالا بقى ونبي اتحفينا بالجزء التالت عشان نشوف البمبة اللى حتاخدها مريم
اصلي من اول القصة وهيا مضيقاني وانتي عارفة ليه طبعا
فخليني ساكتة بقى ههههههههه

تحياتي ليكي ياجميلة

كلام من القلب said...
This comment has been removed by the author.
كلام من القلب said...

أخ كنت فاكرة اني حبقى اول تعليق

لكن هابي هوب سبقتني ماشي ماشي

يافرحة ماتمت

على العموم انا وهابي واحد مفيش مشاكل ابدا وانا لا مكسوفة ولا احُرجت ولااي حاجة خالص

Happy Hope said...

معلش عزيزتى كلام من القلب
بس أنا لا أقبل بغير أول كومنت عند عزيزتى جسور
:)

كمان نسيت أقول لجسور الفستان الجديد كتير حلو
واضح انو بتحبى اللون الأخضر

تحياتى

جسور سرية said...

العزيزة هابي
و الله الدراما د مش مضمونة احيانا تضحكنا و احيان اخري تبكينا !!
و انا مبسوطة انو الفستان عجبك !!!

جسور سرية said...

عزيزتي كلام من قلب اصيل
و لا يهمك ...اول كومنت و لا تاني المهم انك تشرفينا بطلتك الحلوة يا جميل
حضرتك و الله متحاملة شديد علي مريم...البنت مسكينة و الله ههههههه
وبعدين شعور الارتياح ده شعور طبيعي ما نقدر نتحكم فيه حتي و احنا في علاقة ناهيك عن انو تكون خارجة من علاقة فاشلة و بقي ليها شهور طويلة كمان... و لا انتي رأيك شنو؟

بالنسبة مها انا حبيت اعرض نموذج شخصية هي مش عارفة او مش متأكدة من ميولها بس كل الهيا عارفاه ان عندها انجذاب تجاه شخص بعينه و لانها مش مسمية الانجذاب تحت اي مسمي او توجه جنسي فهي حتي الان مافكرت تعرف ايه هيا ميول يارا..فهمتي الفكرة؟
عموما مش عايزة اسبق الاحداث و ابوظ للناس الجزء التاللت بقي
:)

كلام من القلب said...

ناهيك
ايه ناهيك دي احنا قلبنا هندي كده ليه يافندم طيب امتياب باتشان حيجي امتى

ولا مها عارفة ميولها ولا مريم ولا يارا نفسها تلاقيها فاهمة ولااحنا فاهمين ومات المشاهدون جميعا قبل مايفهموا يارا عايزة ايه بالظبط ههههههههه

تحياتي ليكي ياقمر

soly88 said...

العزيزه جسور
مبروك على اناقة الشكل الجديد المريح
اتابع ولست معك ان شعور مريم تجاه يارا خالى من التخيل حتى مع برائته

جسور سرية said...

اهلا بعزيزتنا كلام من قلب جامد و جدع
:)
و الله و لا انا كمان فاهمة حاجة و لا فاهمة انتي عايزة تقولي ايه بس اهو نقعد كده ننتظر اميتاب باتشان لما يجي احتمال هو يكون فاهم و يفهمنا معاه ههههههه
:)

جسور سرية said...

العزيزة سولي
شكرا علي المباركة و ده من ذوقك والله
اما بالنسبة لمريم انا لم اقل انها تتصرف ببراءة انما قلت انها تتصرف بطبيعية و ايا كان احساسها فهو طبيعي و مبرر

kasber said...

مازالت كلماتك صورا
لوحات ..وعندما اتخيل المكان
اشعر بنهم الي المزيد
لاستكمال تفاصيل عقليه
وارضاء مشاعر تبحث عن انعكاس ما
انتظر

soly88 said...

العزيزه جسور
نسيت اسألك عن سر الاعجاب بلوحة الام والطفل .....والقلب المجروح
ان كان سيأتى فى السياق فسأنتظر..؟
أم انك ستتركين كل قارىءلرؤيته ؟

جسور سرية said...

عزيزتي كاسبر
من اجل تفاصيلك العقلية التي تبحث عن كمال ما ....و من اجل مشاعرك التي تبحث عن انعكاس ما
لن اتأخر في الكتابة يا صديقة !!

جسور سرية said...

عزيزتي سولي
انا دائما احب ان افرد مساحة تخيل لكل قارئ /ئة
لكن بشكل عام مثل هذه اللوحات ممكن ان ترمز لاشياء كتيرة منها انطباق احساس الام الحنون و الحبيبة التي يمكن ان تجرح او من الممكن ان تشير الي رغبة الحصول علي طفل التي قد تجرح حبيبة و من الممكن ان تشير الي جرح قديم يعني ولادة لجديد قادم .....الخ

blackcairorose said...

أنا اتابع فى صمت وترقب

blackcairorose said...
This comment has been removed by the author.
ضفـــــاف said...

السلام عليكم و رحمة الله

جسوري الغالية

قصتك هذه المرة ذات أبعاد و روئ يحتار المرء في تجلي معالمها

و هذا ما يجعل المتعة مضاعفة

و اشتياقنا بلا حدود
:)

مع كامل الود

password said...

اعتقد ؟
انا لا اعتقد
انا ابصم بالعشرة ان مها هتاكل ودن يارا



الحب يخرب بيته

جسور سرية said...

عزيزتي بلاك روز
اهلا بترقبك و متابعتك
و اسمحي لي ان اختار اجمل كرسي عندي و اهديكي اياه

جسور سرية said...

العزيزة آية
كلما يكتب المرء كلما تزداد قدرته علي الحبك و الابداع....سعيدة انا انو القصة عجبتك و انك محتارة
:)
اشتاقك بلا انقطاع او ملل
مع كثير الود !!!

جسور سرية said...

عزيزتي باسورد
بصماتك العشرة توشك ان تجعلني اعيد مسار ترتيب القصة هههههههه
:)

و رغم كده الحب يخرب بيته و بيوت الجيران كمان
:)