Sunday, February 3, 2008

قارئة الطالع

لبست ملابسي علي عجالة و كيفما اتفق . لم يكن لدي وقت كافي للتزين كما احب دائما .الافق تظلله بعض الغيمات المتناثرة هنا و هناك, هواء خافت و لطيف مس وجنتي و عبر عند انفي فسرت في جسدي ارتعاشة مفاجئة نبهتني لضرورة احكام معطفي حولي.
في الطريق الي المطار اللافتات تمر مسرعة متجاوزة التاكسي كأنها علي موعد ما,و سائق التاكسي يصر ان يفسد متعتي في الاستماع الي الراديو بترديد الاغنية خلف المغني بصوت نشاز.لا بأس سأستمع الي بعض الاغاني في جهاز التسجيل خاصتي ريثما نصل, هكذا قلت لنفسي مهدئة حنقي تجاه السائق.
لا ادري لماذا دائما عند المطارات احس بالفرح عند مغادرتي و عند وصولي.ربما افرح للهروب المؤقت من التفكير و احتمالية اتخاذ القرارات الخاطئة, علي الاقل انا اعرف سبب فرحي عند العودة,احساسي كطائر عاد الي وكره المهجور بعد طول غياب, الشعور بالالفة و التناغم مع مكونات المكان دون عناء.
ازيز الطائرات صار عاليا جدا و بشكل مزعج, فكرت انه من غير المجدي اهدار حجارة البطارية طالما انني لن استمع جيدا للاغاني مع هذا الضجيج.عند اوقات السفر عادة ما تجتاحني نوبة مفاجئة من التركيز و موهبة جادة في التنظيم و الاستعداد لذا لم استغرق وقتا كثيرا لانجاز اجراءاتي عند البوابة او في شحن حقائبي الممتلئة باشياء لا ادري ان كنت فعلا سأحتاجها ام لا.
عندما استقر بي المقام في مقعدي حرصت علي التأكد من ان لدي غطاء حيث ان هواء الطائرات دائما يشعرني بالبرودة خاصة عند اقدامي.اخرجت الكتاب الذي اشتريته خصيصا لهذه الرحلة و بدأت في تصفح محتوياته الرئيسية.
اه كم اكره لحظات الاقلاع. صوت كابتن الطائرة يأتي عبر مكبرات الصوت واثقا و لطيفا يعلمنا اننا علي وشك المغادرة و يطالبنا بلطف حازم ان نربط احزمتنا جيدا.
عندما تتدحرج الطائرة يداهمني احساس الرحيل و يزيد ارتفاعها من توتري و قلقي. احس انه ليس للعودة من سبيل.احاول ان اهدئ من توتري بالقراءة.
الكتاب-كما قيل لي - عبارة عن قصة عاطفية رائعة.فكرت ربما ستفيدني قراءتها و تساعدني علي الانتعاش. بدأت بقراءة نبذة عن الكاتبة, امرأة تعيش في احدي المدن الساحلية لامريكا الجنوبية , لا تستطيع من اسمها ان تستشف هوية ما,تعمل بمجال تدريس الاطفال المكفوفين و تجيد عدة لغات من بينها العربية التي كتبت بها هذه الرواية, اشعر بالاستغراب فقد كنت اعتقد ان هذه الرواية مترجمة الفصل الاول يحكي عن مكان الرواية و يصفه بمدينة صغيرة نوعا ما تربط بين افرادها علاقات الدم اكثر من علاقات المنفعة المتبادلة و علي الرغم من الاحساس البدوي الذي تنقله لك الرواية عن هذه المدينة الا ان معظم الشخصيات تصورهم الراوية علي انهم طبقة متعلمة و مثقفة نوعا ما.
احسست ان الكتاب اذا استمر بهذه الوتيرة سيكون رواية مملة تحكي عن حياة اجتماعية لافراد مدينة ما, و اوشكت فعلا ان اغلق الكتاب و احاول ان انام قليلا الا ان الوريقات الاخيرة من الفصل الاول بدأت بوصف جمالي رائع لابنة احد تجار المدينة. ليس وصف الكتاب لمحاسن الفتاة ما لفت نظري انما وصفه للفتاة علي انها قارئة طالع في العشرينات من عمرها.
تأتي اليها نسوة المدينة املا في معرفة اذا ما كان ازواجهن يرغبوهن باخلاص ام يفضلون مضاجعة العاهرات و يأتي اليها رجال المدينة ليعرفوا هل زوجاتهم علي دراية بأنهم يهربون سرا ليلا الي الحانات.
كانت تمارس سطوتها علي اهل المدينة بقدراتها تلك. الجميع يحترمونها و يغيب عليهم تماما الفارق العمري الذي بينهم و بينها , و هي تستمتع بهذا الوضع تماما.
جاءها يوما احدهم يرجوها ان تتفحص عروسته الجديدة التي لم تحبل حتي الان رغم مرور ثلاثة اشهر علي زواجه منها و تعرف اذا ما كان هنا امل ام عليه ان يبحث لنفسه علي عروس جديدة ,فوعدته خيرا و اخبرته انها ستمر عليها غدا في وقت الضحي.
حملت حقيبتها الجلدية المزركشة بخليط من الاصداف و شعر الماعز التي لا يعرف احد ماذا تخبي فيها علي وجه التحديد فهي نادرا ما تفتحها امام احد.
توجهت صوب بيت الفتاة.فتحت لها الباب و هي تخفي دمعة هاربة فعرفت قارئة الطالع علي الفور انها تعرف سبب زيارتها.
تبادلن تحايا عجلة و قارئة الطالع ترمقها بنظرة متأنية و ذات حمولة وجدانية ظاهرة للعيان.سألتها ان كانت ترغب في شرب شئ ما و هي تتجه الي المطبخ, استوقفتها قارئة الطالع ممسكة بيدها قبل ان تذهب و قالت لها بصوت هادئ و عميق اشكرك , لا اريد شيئا...
اريدك انتي !!!
مازال للحكي بقية......... يتبع

9 comments:

Anonymous said...
This comment has been removed by the author.
Anonymous said...

heeeeeh sola fehmet finally:
enty ya zolah 2eh el ra7'ama deh howa ana lama 2afham te2omy te2oly 2 be cintinued plz i wanna read after what she said that she want her.
wla 2a2olek im gonna call u and let u tell me the whole story bs keda :)
salam ya a7la wa7da fe homg kong salmoz

Ali said...

سلام جسور سرية

جد بلوج رائع وفي انتظار تتمه القصه

مثليه said...

وصفك لاحساسك عند السفر لا يختلق شئ عن احساسي و سردك للقصة شوقني أن أ قرأ الباقية
لامنى أن لا تتأخري

تحياتي

جسور سرية said...

العزيزة سولا
انا ابذل مافي وسعي ان اخلص من الجزء الثاني للقصة
بس انا حأعترف ليك اني انا لما كتبت الجزء الاول مش عارفة البقية حتكون شنو بالضبط :(
حأنتظر لغاية ما يجيني وحي الكتابة مرة اخري

جسور سرية said...

العزيز علي
اهلا بيك
المكان نور و الله......ابقي كرر الزيارة و ما تنقطع بالله

جسور سرية said...

العزيزة مثلية تبحث عن ذاتها
احساس السفر احساس خاص كل منا يحسه علي هواه و لكننا نتفق في مشاعر الغياب و الرحيل
سأحاول ان اتم القصة باسرع فرصة ممكنة فأنا نفسي اكره الانتظار

سمـــــــــا said...

بقى كده برضه تطلعينا معاكى الطيارة وانا بترعب من الطيارات وتنزلينا بخفى حنين ويطلع واسع عليا ؟؟ :))

بجد حلو اوى وصفك وتنقلاتك بين الاحداث برشاقة زي ما بيقولو الاخوة المثقفين :)

فى انتظار الجزء التانى بس مش فى الطايرة بقى انا هستناه فى قاعة كبار الزوار :)

تحياتى

جسور سرية said...

العزيزة سما
يا مراحب
و الله حنين و خفه الاتنين قصروا معاكي تقصير بالغ و فضحوني معاكي (:
عشان كده انا قلت بدل ما اخليك تنتظري كتير عند كبار الزوار قمت كتبت الجزء التاني يا سيتي
لسه القصة ما انتهت بس اوعدك الجزء التالت مش حيتأخر كتير زي الجزء التاني
تحياتي مرة اخري و سلامي للعزيزة ناردين