Thursday, January 24, 2008

في العام العاشر و العشرين بعد النهرين

في العام العاشر و العشرين بعد النهرين
سقطت ببركة ماء ساحر
لم اقصد يا ولدي ان اسقط
الا ان الرؤية القاتمة العتمة
زلت من قدمي خطوة
و وجدت في بللي نشوة
فبقيت !
فبقيت الي ماشاء الفجر ضياء
و عند ضفاف حقول الزيتون
رأيت الورد الاصفر يزهو و يميل
فرقص العقل بقلبي
و جفاف في حلقي مقيم
فقصدت البركة يا ولدي
فداهمني حلم غامض و وثير
سقطت قطرة ماء في عيني اليمني
فرأت عيني اليسري انوار الوراقين
و مسحت بشئ من زيت الزيتون علي كفي
فابتلت اقدامي حكمة و غشي الطير حنين
لم ادري يا ولدي هل من ثمـ جسر ما اعبره
ام ان بحلقي عبرة حزن و انين
قالوا لي يوما ان تعبرنا عنوة
قاتلنا عن حتي الرمق الاحمر
و ان تأتينا بقليل من عشقك شهوة
لاشك ابدا في فوز هادف و رصين
قلت لهم يا ولدي
لا احمل من زادي شيئا
لا شوقا اهجر اوطاني
الا ان بقلبي زفرة
والروح عبثا تتطلع لقطرة ماء
و قليل من زيت الزيتون
افهلا اذهب أستجدي الوتر الجامح ان يرتد
ام اشد ازاري أبحث عن كنز لم يوجد اصلا
ام افضل ان اصنع من ازهار العنبر
رصاصا و مشانق
ما من درب مفتوح يا ولدي
و ما من حب مطلق
الا ان جفاف في حلقي مقيم
و حلمي غامض و وثير
لا قطرة ماء قد احصل
لكني لن اتوقف ان احلم
قطعا عطشي يوما سيزول
واصحو سهوا من حلمي
فلا حقل حولي او جدول
حتي ذاك الحين يا ولدي
لا تعبر نهرا او تعشق !!!

Wednesday, January 23, 2008

زوايا ضيقة

امرأة من ندي الطين
تأتي من الزوايا الضيقة
تقلل من الخيارات لديك
و من احتمالات الهرب
تعطي للمستحيلات حلم ان تكون
تعطر سماء (لا ادري) بأجوبة قاطعة الشجن
تناغم اشارات الماء و الضوء
تجعل من خبايا ( لا اذكر) مسارات شفيفة الوضوح و الاطلاق
تقتحم المكان دونما ظل او ضجيج
يحتفي بها الورد علي طريقته الخاصة
و لا تقبل هي ان ينجرح ليهدينا نخبها عبير
في مهل و دونما قلق تهدي الي العالمين
سحرها السري الممزوج بالالم و الرهق
تسقينا العشق باكواب بلا اسماء
فلا حبر لنا يجف و لا يهدأ لنا شبق
أفلا زلتم تسألون عن متبقي الخيارات؟؟؟
الصبر قزمه الالم
و البوح قد ضل الطريق
و امرأة البساتين الوريفة مازالت تغازلنا امل !! !!!

Saturday, January 12, 2008

رسالة

سأحكي لكم يا صحاب كيف اقضي ايامي هنا
وكيف اتذكركم واحدا تلو الاخر
كم افتقد ضحكاتكم الصاخبة
و عجزكم عن التركيز في الحفظ و الدراسة عشية الامتحان
اتذكرها بدقة قدرتكم علي حفظ الاغاني و ترديدها و كتابتها علي حوائط الكلية
تحيطني دفئا هنا ذكرياتي معكم و نحن نتجول في الشوارع بحثا عن اجمل النساء
اتبسم و انا اذكر كم كنتم بارعون في الغش عندما نلعب سويا الكوتشينة
و كيف كانت تحرق اصابعكم اكواب الشاي الممتلئة حتي النهاية
نعم اعترف انني لم اكن احب سطحيتكم احيانا
و استهانتكم بالامور الجادة
و لكني كنت و مازلت احبكم
سأحكي لكم كيف كنت اتصرف حيال رغبتكم التطواف بالمدينة معي
و انا في اشد الحوجة لاكون وحيدة
كيف كانت سهراتكم الصاخبة احيانا تزعجني و تقلقني
و لكن رغما عني كنت اجئ
سأخبركم صدقا عن مشاعري عندما يصلني من احدكم خطاب
كيف كان يثقل قلبي ان ارد علي رسائلكم المستمرة
ليس لانني لا املك وقتا للرد عليها
بل لانني اكره كل البرتكولات العاطفية بأنواعها الشتي
سأروي لكم لاول مرة كم كنت احاول جاهدة ان لا اقع في حب احد منكم
فلا ندري ماذا نفعل حيال هذا الوضع الغريب
سأحكي لكم كم افتقد تعليقاتكم الساخرة علي ملابسي
و تسريحة شعري و كيف اصافح النساء الاكبر سنا
سأحاول ان ان اصف لكم كم انا فخورة بانكم اصدقائي يا صحاب
احاول ان اجعل من رسالتي هذه معبرا بيني و بينكم
و صكا للغفران
رغم انني ليس ادري هل ستصلكم هذه الرسالة ام لا
فقد خبروني هنا ان الاحياء ليس بوسعهم سماع همسات الموتي !!!

Thursday, January 10, 2008

نعي مبكر ...لموت مؤجل

نعيٌ مبّـكر .. لموتٍ مؤجّـلْ * دعْ عنكَ إشكالَ التّــواردِ في الخواطرِ فكرةَ التّــسديسِ في جمعِ الحواسْ ما غنَّى طيرٌ للحبيبةِ وقتما صنعوا لها جسداً إلــهاً من نُثارِ الشّعرِ قالتْ : لا مساسْ تعبّــئنا إذن كبسولةً للوقتِ تُــفتحُ حالما نلجُ الصّــراطَ مظارفاً من قبضةِ الوعدِ القِصَاصْ تعبّــدنا بذكرِ الغيب شعراً ثُــمّ قمنا في وثاقِ النّـــارِ برداً نفتحُ الباب القديمَ و لا مناصْ لا مناص الآن من شعرٍ يــبعّدُ أو يعــبّدُ شارعَ الأعصابِ يخرجُ من قميصِ الذّاتِ يدخلُ في عميقِ الإختصاصْ الشّعرُ مسئولٌ إذن عن ورطةِ التّحديقِ في الأشياءِ نسجاً للعمومِ وقدرةَ الإشراقِ في معنى الخواصْ * * * إطرحْ علىّ سؤالكَ المنفوثَ من تبغ الفضولِ تجاوزاً أو هكذا .. لا تسألوني عن هوى الشّعراءِ قد قالوا : ( خَلاصْ ) لا تسألوا لغةً تُجادلُ حرفَها فيُجيبُها ظـــنّاً تردّدُ حسبما جاءت بهِ في حزنِ أقلامِ الرّصاصْ أوَ لا مناصْ بالشعرِ قُلْ فالشّعرُ .. هندسةُ الفُــجاءةِ من صراعِ الذّاتِ في الفوضي وبعثرةِ الحواسْ بالشّعر ..؟ أىْ للشّعرِ أن يغدو مشاعاً مثل ضوءِ الشّمس والخبزِ المساكنِ والقِصاصْ بالشّعرِ ..؟ لو لكنّما حرفي ترمّــزَ ساعة الإفصاحِ جاءَ كما يُقالُ .. ( القولُ خاصْ ) للعلمِ .. هذا القولُ .. خاصْ خاصٌ بطعمِ تفــرّدِ الوخزاتِ في عصبِ التّــنبُّهِ وانفعالات الذّواتْ أهذا على دَرَجِ انسلاخِ الذّاتِ في كينونةِ التأطيرِ إذعانــاً ؟ و لاتْ * * * قُلتمْ .. و قلْــنا ما اكتفينا من مُشاجَنةِ الحروفِ بذاتِ صبِّ الزيتِ في عصبِ الغناءِ فكلّما لمعَ التّــفرّدُ راودتني جذبةُ الإشراقِ شوقــاً و اقشعــرّتْ في دمي كلُّ الكـــراتْ فإذا أنا .. نفسُ المعادلةِ القديمةِ لانتصابِ الطّــين في الجسدِ الميـــاهِ ورغبةُ الإبصارِ في كلّ الجهاتْ زورةُ الأحلامِ صحواً و انطلاقُ مدارجِ الإيـــقاظِ ضــدّاً للتّكلُّسِ و الثّــباتْ أحتاطُ للرؤيا بصحــوٍ نابــهٍ أعني .. أعــبّدُ برزخاً بينَ التّشتتِ و ارتباطِ أواصرِ التّعميقِ في شكلِ الصّـــلاتْ أو مثلما قد كان قبلاً من حكايات التّــطلُّعِ و اشتباهِ نواظرِ الإيغالِ في كلّ انفـــلاتْ قدري تحــقّقَ في دمي أزلاً أُطــوّعُ إنْ تعصّى أو تأبّى أو دنا للقطفِ عُمُري أعلم الآنَ يقيــناً أنّ بعضاً من نهايات الحياةِ يكونُ في بدءِ المماتْ أجتازُ .. ما وسعتْ خطايَ و لربّما تتســرّبِ الأشــياءُ من ثقبٍ بقلــبي قدْ يضئُ لبرهــةٍ أفكلما خفــقتْ بقلبيَ نبضةٌ فــرحاً يصيحُ الموتُ :
هـــــاتْ
*قصيدة للشاعر الطيب برير

Friday, January 4, 2008

رحلة نحو اسئلة ليست للاجابة

في اليوم الاول غادرنا منازلنا بشوق و فرح صوب محطة القطار
المباني قديمة و بالية
قطار وحيد و عتيق يقف بلا اهتمام عند القضبان
كلما اقتربنا من المحطة زاد فرحي و خوفي
تفرحني و تسعدني ابسط الاشياء
كوب حار من شاي النعناع و بعض قطع الزلابيا الساخنة يمكنها ان تجعل من يومي احتفال
خوفي ان لا اجدها في المحطة كما وعدت كان اكبر من تشوقي لكوب من الشاي
حقيبة سفري تثقل اكتافي و لكن لا مفر و لا وقت للتذمر و الضجر
الذي قد يكلفني من الوقت يكفي لان يفوتني القطار
لا اهتم اي القطارات ساصعد و لا اي الاتجاهات ا شد رحالي طالما ان هذه الرحلة مخصصة لروحين
هي و انا..........انا و هي
اتجاهل تماما صديقاتنا اللائي يتدافعن صوب المحطة
بعضهن يحييني بلا اجتهاد و البعض الاخر يضج فرحا برؤيتي
و لكني اتجاهل ..........و امعن في تجاهلي ترقبا لحدث اهم
اراها من بعيد تقف الي جوارها اخاها و ابن عمها الذي يعيش معهم
احبه لانه ابن عمها و احسده لانه يحظي بوجودها طوال اليوم
بينما انا اتحرق ركضا الي محطات و قطارات لقيانا
هل كانت تدري؟ اسأل نفسي خمسون مرة في اليوم هذا السؤال الساذج
سذاجته المؤكدة تزيدني قلقا و رغبة في اجابات
بالطبع لا تدري ان بقلبي ضوضاء و زحام
وان عقلي صار مختوما عليها و علي بعضا من اللحظات اسرقها و اخزنها وجدا في شراييني
و القي بمفاتيحها صوب البحر حتي لا يكون هناك امل ان اتخلص من وجدي و هيامي
اهز رأسي باسمة و اقترب منهم ملوحة
اخشي من اصابع يدي المرتعشة ان تفضحني
تحول من لقائنا فضيحة عاطفية
براكين من الشوق تحرقني بردا
تجعلي يدي لوحا من الثلج اصافح به ثلاثتهم علي عجل
ارغب ان ارفع عيني و اتأملها مليا كيف تبدو
شئ ما يشد عيني نحو الاسفل
افكر انني سافضح دواخلي بنظرة
الاخ يتنح بها جانبا و يعطيها النصائح الاخيرة
تأكدي انو كل حقائبك مغلقة و تذكري ان تضربي تلفون اول ما توصلوا
يلتفت الي و يؤكد مرة اخري علي مسألة التلفون
كأنه يرغب ان يتأكد انه ان تضل احدانا تذكرها الاخري
نصعد اخيرا الي القطار
اتخير مقاعدنا باهتمام
اراجع خططي المرهقة لذلك الاختيار
ارغب ان اعطيها مقعدا مجاورا للشباك
كأنني اخفيها عن اعين الركاب
احاول ان اشعر بلا مبالاة و كلي ذهن منهمك
سنتحدث قليلا ثم نقرأ قليلا ثم ستغفو كما هي عادتها
انتظر بشوق غفوتها التي دائما تنتهي برأسها مسنودا الي كتفي بوداعة
اشعر بحنيني اليها خطرا آمن و مقيم
يتهادي القطار متمهلا في تحركه و تتهادي معه انفاسي
و نبدأ رحلتنا و ابدأ رحلتي الداخلية !!!!